بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقتطفات من كتاب الزام الناصب للشيخ عبد الكريم الحائري
راجيا التبحر فيها وفي مجريات ايامنا هذه
وصايا الامام المهدي المنتظرعجل الله فرجه الشريف
= إن الله تعالى لم يخلق الخلق عبثاً ولا أهملهم سدى بل خلقهم بقدرته وجعل لهم أسماعًا وابصاراً وقلوباً وألباباً, ثم بعث إليهم النبيين مبشرين ومنذرين يأمرونهم بطاعته وينهونهم عن معصيته ويعرفونهم ما جهلوه من أمر خالقهم ودينهم, وباين بينهم وبين من بعثهم إليهم بالفضل الذي جعل لهم عليهم وما آتاهم الله من الدلائل الظاهرة والبراهين الباهرة والآيات البالغة.
ثم بعث محمداً (ص) رحمة للعالمين وتمم نعمته وختم به أنبياءه وأرسله الى الناس كافة وأظهر من صدقه ما أظهر وبين من آياته وعلاماته ما بين, ثم قبضه (ص) حميداً فقيداً سعيداً, وجعل الأمر من بعده الى أخيه وإبن عمه ووصيه ووارثه علي بن أبي طالب (ع) ثم الى الأوصياء من ولده واحداً بعد واحد, أحيا بهم دينه وأتم بهم نوره وجعل بينهم وبين إخوانهم وبني عمهم فرقاً بيناً تعرف به الحجة من المحجوج والإمام من المأموم بأن عصمهم من الذنوب وبرأهم من العيوب وطهرهم من الدنس, وجعلهم خزان علمه ومستودع حكمه, ولولا ذلك لكان الناس على سواء ولادعى أمر الله عزّ وجلّ كل أحد ولما عرف الحق من الباطل ولا العلم من الجهل.
= تعالى الله عزّ وجلّ عما يصفون سبحانه وبحمده ليس نحن شركاءه في علمه ولا في قدرته بل لا يعلم الغيب غيره كما قال في محكم كتابه تباركت أسماءه: (( قل لا يعلم من في السوات والأرض الغيب إلا الله )). فأشهد الله الذي لا اله إلا هو وكفى به شهيداً, ورسوله محمد وملائكته وأنبيائه ورسله وأولياءه عليهم السلام, وأشهد كل من سمع كتابي هذا أني برئ الى الله تعالى والى رسوله ممن يقول إنا نعلم الغيب أو نشاركه في ملكه أو يحلنا محلاً سوى المحل الذي رضيه الله لنا وخلقنا له, وأنه ليس بين الله وبين احدٍ قرابة, ومن أنكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح (ع).
= وأما وجه الأنتفاع في غيبتي فكالأنتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب, وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء.
= وأما ظهور الفرج فإنه الى الله وكذب الوقّاتون.
= وأما الحوادث الواقعة فأرجعوا فيها الى رواة حديتنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله.
= وأما أموالكم فلا نقبلها إلا لتطهروا, فمن شاء فليصل ومن شاء فليقطع, وما آتانا الله خير مما آتاكم, وأما المتلبسون بأموالنا فمن استحل منها شيئاً فأكله فإنما يأكل النيران.
= نحن وإن كنا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب الذي أرانا الله تعالى من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين, فإنا نحيط علماً بأنبائكم ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم الى ما كان السلف الصالح عنه شاسعاً ونبذوا العهد المأخوذ منه وراء ظهورهم كأنهم لايعلمون إنا غير مهملين لمراعاتكم ولاناسين لذكركم لولا ذلك لنزل بكم البلاء واصطلمكم الأعداء, فاتقوا الله جلّ جلاله وظاهرونا على إنتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم يهلك فيها من حمّ أجله ويحمى عنها من أدرك أمله وهي أمارة لأزوف حركتنا ومباينتكم بأمرنا ونهينا, والله متم نوره ولو كره المشركون.
= سيظهر لكم من السماء ايةً جلية ومن الأرض مثلها بالسوية, ويحدث في ارض المشرق ما يحزن ويقلق, ويغلب بعد على العراق طوائف عن الإسلام مُرّاق تضيق بسوء فعالهم على أهله الأرزاق, ثم تنفرج الغمة من بعد ببوار طاغوت من الأشرار, ثم يسر بهلاكه المتقون الأخيار, فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب به من محبتنا ويتجنب ما يدينه من كراهتنا وسخطنا, فإن أمرنا بغتة فجأة حين لاينفعه توبة ولاينجيه من عقابنا ندم على حوبة والله يلهمكم الرشد ويلطف لكم في التوفيق برحمته. ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد لما تأخر عنهم العمى بلقائنا ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا, فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكره ولا نؤثره منهم.
= أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل, وصلواته على سيدنا البشير النذير محمد وآله الطاهريت وسلم.
نسئل الله العلي القدير ان ينصر الأسلام وشيعة امير المؤمنين على من
ظلمهم, آمين رب العالمي